قطاعات التدخل
في إطار هدفه المتمثل في تعزيز الاندماج الاقتصادي بين البلدان المغاربية، يستهدف المصرف المغاربي للإستثمار والتجارة الخارجية القطاعات الواعدة المؤيدة للاندماج الإقليمي بأبعاد إستراتيجية، وذلك من أجل تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الخمس الشريكة لاتحاد المغرب العربي، خاصة في فترة ما بعد أزمة كوفيد 19. وبالتالي، فإن الخريطة القطاعية للمصرف تشمل الخيارات القطاعية الرئيسية التالية :
القطاعات الإستراتيجية
تم اختيار القطاعات ذات الأهمية الإستراتيجية العالية كقطاعات ذات أولوية لتمويل البنك المغاربي وذلك لثلاثة أسباب رئيسية.
أولاً، لكون هذه قطاعات تاريخية في التجارة بين بلدان المغرب العربي. ثانيا، والجانب الأهم هو أن هذه القطاعات تشكل محاور توطيد استراتيجي بين دول المغرب العربي. وأخيرًا، يجب على المصرف المغاربي، كمؤسسة تنمية إقليمية في المغرب العربي، مكرسة الاندماج الاقتصادي، أن يلعب دورًا مهمًا في هذه الجوانب. في هذا السياق، تم تحديد ثلاثة محاور ذات توجه قطاعي إستراتيجي للغاية :
محور الأمن الصحي
إن صحة الشعوب المغاربية هي أيضا عامل استراتيجي يتطلب تعاونا وثيقا بين البلدان المغاربية. تعد تجربة جائحة كوفيد -19 أحسن مثال للمخاطر التي يمكن أن تهدد السكان في المنطقة. في هذا الاطار، فإن القطاعات التي حددها المصرف هي قطاعات المنتجات الصيدلانية وشبه الصيدلانية، والبحث والتطوير، والخدمات المتعلقة بالصحة، وكذلك قطاعات تصنيع وصيانة الأدوات الطبية.
محور الأمن الطاقي
أهمية ودور قطاع الطاقة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية لم يعد بحاجة إلى إثبات. بالإضافة إلى ذلك، هذا القطاع هو موضوع تبادل والتعاون تقليدي بين البلدان المغاربية، مع الجزائر وليبيا كمنتجين رئيسيين (ربما موريتانيا مع الاكتشافات الجديدة للغاز الطبيعي)، من جهة، ومن جهة أخرى، المغرب وتونس كمستهلكين رئيسيين.
يصنف قطاع الطاقة الى قسمان :
- القطاع الرئيسي والذي يشمل المنتجات الخام (النفط الخام والغاز الطبيعي) والنقل (خطوط الأنابيب) والتخزين
- القطاع الثانوي، الذي يجمع جميع القطاعات الفرعية والفروع المشتقة (الوقود، الزيوت الاصطناعية، إلخ)، الطاقة الكهربائية، منتجات نقل الكهرباء (الكابلات، الأعمدة، إلخ)، ومنتجات التوصيل (المحولات، عدادات الكهرباء، عدادات الغاز، الخ).
محور الأمن الغذائي
مع تعداد سكاني يبلغ حوالي 100 مليون نسمة، يمكن اعتبار السوق المغاربية كبيرة نسبيًا.
كما أن الأمن الغذائي يكمن في تحقيق الاستقلال الغذائي، من خلال استراتيجية تكاملية وتلبية الاحتياجات. القطاعات المعنية بهذه الاستراتيجية هي المنتجات الزراعية (نباتية أو حيوانية)، ومنتجات الصناعات الغذائية (المشروبات الغازية، والمنتجات الزراعية المعلبة أو المجمدة، والحليب، ومسحوق الحليب ومنتجات الألبان، والثروة الحيوانية ومنتجاتها)، وكذا كل ما يدخل في عملية الإنتاج الزراعي والأغذية الزراعية، مثل الأسمدة وتعبئة منتجات الصناعات الغذائية.
القطاعات الناشئة
أدت تجربة الأزمة الصحية الأخيرة إلى ظهور القطاعات الواعدة التالية التي يوليها المصرف المغاربي اهتمامًا خاصًا لتأثيراتها الإيجابية المتوقعة على الاندماج الإقليمي وبالأخص :
- تقنيات المعلومات وتطوير الحلول المبتكرة
- الاتصال الرقمي (ماجستير الويب والتسويق الرقمي وغيرها)
يضاف إلى هذه القطاعات تلك المشاركة في الحفاظ على البيئة وتطوير الاقتصاد الأخضر، مثل قطاعات إنتاج المرشحات الصناعية ومنتجات التصفية و رسكلة المياه، ولكن أيضًا تلك التي تساهم في عملية الإنتاج وتطوير سلاسل القيمة الإقليمية في المغرب العربي، مثل صناعة المكونات الميكانيكية والكهربائية والصيد البحري. كما يحظى الجانب المتعلق بالخدمات اللوجستية باهتمام خاص، ولا سيما قطاع نقل البضائع الذي يشكل حلقة وصل مهمة في عملية الاندماج المغاربي.